المركز القانوني
LCRDYE

قصف المدنيين في بني زيلع منطقة العوارض مديرية ميدي – محافظة حجة 27/9/2015م

مكان الواقعة:

قرية بني زيلع – العوارض مديرية ميدي – م / حجة .

تاريخ الواقعة:

عند الساعة ( 7:00) صباحاً من يوم الأحد بتاريخ 27/9/2015م.

جهة الانتهاك:

القوات المسلحة الجوية والبرية للسعودية وتحالفها.

تفاصيل الواقعة:

أهالي قرية بني زيلع بمديرية ميدي محافظة حجة غربت شمس يوم السبت 26/9/2015م ثالث أيام عيد الأضحى المبارك وأسدل عليهم الليل ستوره ليتوجه كل منهم الى مضجعه رجالاً ونساءً وأطفالاً ويأوي الى فراشه ليخلد للنوم وكلهم أمل في أن تشرق عليهم شمس يوم غد عيدي آخر بمستقبل أفضل وباستمرار الفرحة والبهجة بأيام العيد والاستمتاع بأسعد اللحظات وخاصةً الأطفال منهم الذين لايزالون براعم في مقتبل العمر وسن الزهور يتطلعون الى الحياة السعيدة والمستقبل الواعد، ودع كل واحد منهم أصدقائه وجيرانه واعداً باللقاء في صباح اليوم التالي لإنهاء ما بدأوه من الألعاب وقضاء أسعد اللحظات غير مدركين ما خبأته لهم الساعات القادمة من مفاجآت ومآسي ومجازر على يد مجموعة من الوحوش المتعطشة للدماء والمتلذذة بجرائم القتل والذين يسعون في الأرض فساداً ويهلكون الحرث والنسل دولاً تجردت من كل معاني الإنسانية .

الطائرات الحربية للسعودية وتحالفها حلقت في صباح يوم الأحد 28/9/2015م عند الساعة السابعة بعد شروق الشمس لتقصف المدنيين الأبرياء في قرية بني زيلع، فهدمت المنازل على رؤوس ساكنيها وقتلت النساء والأطفال وأرهقت أرواحهم قبل أن يروا نور الصباح، ومن تبقى منهم واستطاع النجاة بحياته من قصف الطيران حصدتهم صواريخ وقذائف مدفعية المواقع العسكرية السعودية المنطلقة من الحدود لتنهمر على القرية كزخات المطر وبشكل كثيف ومستمر لتحيل القرية الى محرقه وركام وتستكمل ما بدأته الطائرات الحربية وتحصد المزيد من الأرواح، مانعة كل من حاول القيام بعمليات الإنقاذ وإسعاف الجرحى لعدة ساعات حتى قتل فيها المزيد من الجرحى والمطمورين تحت الركام وأنقاض المنازل، وكان يتم استهداف كل ما يدب على وجه الأرض حتى من السيارات التي هرعت من القرى المجاورة لمحاولة الإسعاف، وبشكل متعمد حال حتى بين محاولة بعض الناجين من أهالي القرية النزوح والنجاة بنفسه أو بمن تبقى من أهله وأطفاله وبين دفن من قتلى منهم، واستمر القصف بالمدفعيات منذ الساعة السابعة صباحاً وحتى الثالثة عصراً، وما إن توقف قصف الطيران الحربي وصواريخ وقذائف مدفعية المواقع الحدودية السعودية حتى اكتشف الأهالي حجم المأساة وكارثية ما حصل لأبنائهم ومنازلهم.

مآسي إنسانية:

  • الزوجة هدى يحيى على زيلع، امرأة حامل في شهرها الثامن، أيام قليلة فقط وتلد طفلها الذي لطالما انتظرته بلهفة وشوق لتراه وتقبله وتضمه إلى صدرها، غير أن قصف الطائرات حال بينها وبين فرحتها، حتى حق الجنين في الحياة والعيش بسلام وأمان استكثرته تلك المقاتلات الحربية العملاقة، فقد قتلت والدته وقُتل الجنين في أحشائها.
  • الطفلتان أمل أحمد زيلع ذات الأحد عشر ربيعاً وشقيقتها أشواق ذات التسعة أعوام كانتا قد استعدتا للقاء فرحة العيد بتزيين نفسيهما بالحناء والنقش على يديهما فرحاً وابتهاجاً ولقضاء أسعد أوقاتهما التي ترسم في وجههما البسمة، فجاء قصف الطيران الحربي السعودي ليحول تلك الفرحة والسعادة الى آلام ومأساة فأحرق القصف وجهيهما الجميلين وأحرق جسميهما ليترك هاتين الطفلتين حبيستا الحروق التي لم تجدان مسكناً لها إلا الصراخ والتأوّه المستمر بمستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة، آلام وآثار تلك الحروق التي شوهت حسنهما وجمالهما ونضارتهما انعكست سلباً على حالتهما النفسية من خلال محاولتهما إخفاء نفسيهما عن أعين الأخرين … قتل الطفولة في مهدها والقضاء على حياة الكثير من المدنيين الأبرياء ووأد الأجنة في أرحام امهاتهم وطمرهم تحت أنقاض وركام منازلهم حوّل سعادة وفرحة العيد الى أحزان والآم ستظل خالدة في ذاكرة كل أم وأب وكل طفل، وستبقى حكايات خالدة للأجيال.

نتائج القصف على المدنيين ومنازلهم:

المركز القانوني للحقوق والتنمية زار هذه القرية المنكوبة ووثق جميع تفاصيلها ووثق بالصور الفوتوغرافية والفيديو وشهادات شهود العيان، وإفادات أهالي الشهداء وإفادات الجرحى وإفادات السلطة المحلية، وانتقل فريق المركز إلى المستشفيات التي استقبلت الضحايا وقد شاهد فريقنا إحدى مآسي الإنسانية، فما شاهده الفريق لا يمكن التعبير عنه إلا بجملة واحدة هي “كانت هنا قرية”.

حيث نتج عن ذلك :-

  • استشهاد ما لا يقل عن (19) مدنياً بينهم:
  • (9) طفلاً.
  • (6) نساء.
  • (4) رجال.
  • إصابة ما لا يقل عن (9) مدنيين:
  • (5) أطفال.
  • امرأة.
  • (3) رجال.
  • تدمير وتضرر ما لا يقل عن (100) منزل.